باب العضوية مفتوح أمام جميع المدونين المغاربة بمختلف تشكيلاتهم وانتماءاتهم العرقية أو المذهبية أو الدينية وكل الطامحين لوطن حداثي ديمقراطي ، حر و مبدع..وطن نستحقه ويستحقنا..شعارنا : ندون لنكون معاً

المبادرة التأسيسية لتجمع المدونين المغاربة تدعو كافة المدونين المغاربة للالتحاق بها في أفق انعقاد المؤتمر التأسيسي...جميعا من أجل بناء صرح تجمع المدونين المغاربة...حداثة..ديمقراطية..حرية..إيداع


للمزيد من الاطلاع الرجاء زيارة مدونة المبادرة التأسيسية لتجمع المدونين المغاربة بموقع مدونات مكتوب على الرابط التالي:

الاثنين، 9 فبراير 2009

مشروع التصور العام

تقوم فكرة تجمع المدونين المغاربة على توحيد الجهود التدوينية لخدمة المدونين والتدوين المغربي، من خلال نشاط تحفيزي تنسيقي، لا يمارس أية وصاية على التدوين وفي نفس الوقت يقترح ويبرمج ما ينشط التدوين المغربي ويحميه ويطوره.

داخل التجمع يدون المدون بحرية، بينما يكتفي الإطار بتنشيط وتطوير وابتكار الأدوات والآليات الكفيلة بجعل تلك الحرية تسير في طريق الإبداع والحداثة.

لكن هذا المدون المنضوي تحت لواء التجمع مطالب باحترام مبادئ التجمع الأربعة (حداثة – ديمقراطية – حرية – إبداع)، لأن الغاية الأولى من وراء التدوين هو الانسجام مع كل ما يحدد شرط الحياة الإنسانية، لاشيء في حياتنا يسير دون ضوابط، لعل أقلها أن كل فعالية ينبغي أن تحترم في النهاية الشرط الإنساني وتتحدد وفق معطياته ومستلزماته. من هنا فكل ما يتعارض مع احترام الشرط الإنساني يتعارض بالضرورة مع مبادئ التدوين.

إن المدون شخصية واقعية تمارس نشاطها التدويني على موقع افتراضي يسمى "المدونة" بحكم مجال اشتغالها، من خلال الكلمة أو الصورة أو الصوت أو التركيب، وعلى اختلاف مجالات الاهتمام، يروم من خلال كل هذه الأدوات والآليات إلى بناء موقف والتعبير عن ذات وعن مجتمع وعن كينونة وعن اختلاف، إنه شخصية لها وجود على الأرض وامتداد في الحياة الإنسانية، فقد يستعير المدون ما شاء من الأسماء، لكنها في النهاية تؤوب لمصدرها المغذي ولمنبعها التعبيري، إنه شخص موجود واستعاراته ليست جبنا بل هي غوايات جمالية، إنها أشبه بالمنابر المتعددة لصوت واحد له فلسفته وله رهاناته.

ويمكن تحديد ملامح المدون التجمعي ومحدداته فيما يلي:

المدون صاحب موقف

المدون لا يتعارض تدوينه مع الشرط الإنساني

المدون صديق للحقيقة والوضوح

المدون يحترم حقوق الملكية

المدون لا ينتهك حقوق التأليف ولا يخصص مدونته لنشر شيء لا يملك ترخيصا من صاحبه

المدون يحترم جميع الأديان الوضعية والسماوية

المدون يحترم جميع الأعراق والخصوصيات الثقافية

المدون عضو في المجتمع الإنساني ينتمي لكل الثقافات الإنسانية ويتنفس بكل اللغات

المدون شخص متخلق يحترم أدبيات الحوار والاختلاف

المدون ينتمي لعائلة التدوين العالمي

المدون قد ينتمي لمجموعات تدوينية، لكن ذلك لا يسلبه إبداعه الفردي الحر

المدون قوة إبداعية وإعلامية ولاؤها الأول والأخير للحقيقة والشرط الإنساني

و تروم المبادئ الأربعة إلى أن يكون التجمع فضاء لكل المدونين المؤمنين بقيم الحداثة والديمقراطية والحرية والإبداع، ضد أي تطرف ديني أو تعصب عرقي أو انتهاك  لحقوق الإنسان أو مصادرة للحق في التفكير والتعبير.

و حتى نحسم مع كل المحاولات التي قد تستثمر الفهم الخاطئ والمشوه للشعار الذي رفعناه عنوانا لتوجهنا ومنهاجا واضحا لعملنا فوق الأرض، وحتى نجلي مخاوف البعض من هاته المبادئ الأربعة المشكلة لماهية التجمع والمحددة لهويته الفكرية والإبداعية، نعرج بإيجاز لضبطها مفاهيميا حتى نقطع الطريق أمام كل محاولات التشويه والاجتهاد المبطن بطموحات معادية للتوجه والمنهج.

ماذا نقصد بالحداثة؟

إن الحداثة كمبدأ أساسي محدد للهوية، تعني بالنسبة إلينا تفجير الطاقات الكامنة، وتحرير قدرات الإبداع لإحداث ثورة معرفية مولّدة لأفكار وأشكال وتكوينات جديدة بديلة للسائدة التي كانت نتاجا للاستبداد والقهر والقمع والإرهاب؛ والحداثة بهذا المعنى لا نقدمها معولا للهدم، بقدر ما نعتمدها أداة للبناء والتشييد، بناء الجمال بكل تجلياته داخل مجالات الحياة والفكر والثقافة والأدب والفن والسلوك، وتشييد صوره القادرة على إحضار الإنسان ليمارس دوره وحقه في صنع الوجود، وجوده الذاتي كفرد يملك ذاتاً ويشعر باستقلالها وخصوصيتها، ووجود العالم الذي يعيش فيه بإعادة تشكيله ليكون أكثر جمالاً وعدلاً، وأقل قبحا وظلماً.

إنها ليست الفوضى الفكرية والأخلاقية، بل نظاما فكريا يؤطر حرية الكائن البشري ويوجهها نحو الخلق والإبداع والابتكار.

ماذا نقصد بالديمقراطية؟

الديمقراطية في أبهى تجلياتها على الأرض تتمثل في المجتمع الحر، النشط والفعال، مجتمع يقوم على التوازن بين الأفراد والأفكار، مجتمع ضامن لرفاهية المواطن وحام للمساواة بين أفراده.

إن من أهداف الديمقراطية الأساسية هي تحقيق الحرية والعدالة وبث روح التعايش بين الأفراد، حيث لا يجوز التفريق بين فرد وآخر، والمساواة هي الدليل الجازم والامتداد الحقيقي لتجذر أواصر الاختلاف والتعايش، فأينما وجدنا العدالة وجدنا الحرية، وهذه العناصر مجتمعة هي التي تصنع الديمقراطية الحقيقية

إن المجتمع الديمقراطي، هو ذاك المجتمع الذي يتمتع فيه الجميع بحقوقهم من دون أدنى عائق وبعيدا عن أي تصنيف اعتباطي، وهو ذاك المجتمع الذي يعي الجميع واجباتها ويؤمن بها من دون أدنى محاولة للتخلص منها أو القفز عليها وتعدّيها.

إنها صمام أمان المجتمع الحر المتعدد والمتنوع، وحامي حمى حرياته في التفكير والتعبير والرأي، والمُحفِّز الأساس على الإبداع والابتكار والخلق.

ماذا نقصد بالحرية؟

إن الحرية كما نؤمن بها هي نقيض صريح للفوضى، وإنها الدعوة لتحرير العقل من كل المثبطات والصعوبات المقيدة لاشتغاله والمحددة لنمط تفكيره، لكن هذه الحرية تنتهي حين تبتدئ حرية الآخر، إيمانا منا بحق الاختلاف ورفضا لكل أشكال الإقصاء والاستئصال والإرهاب النفسي والفكري.

ويقاس مستوى الحرية بدرجة الاستقلال الذاتي الذي تشجع عليه وتبيحه الديمقراطية، وفي طبيعة العملية الديمقراطية وفي مجال أوسع للحريات الأخرى الأكثر خصوصية والتي هي من صلب طبيعة العملية الديمقراطية، أو أنها من المتطلبات الضرورية لوجودها.

ويندرج إيماننا بهذا المبدأ النبيل في سياق ضمان استقلالية الفعل التدويني وصد كل محاولات احتوائه أو الالتفاف حوله أو جعله تابعا وذيليا لمرجعية بعينها، فكرية كانت أم سياسية، إنه إيمان بالاستقلال وحرص قوي على رسم مسافة ما بين تجمع المدونين المغاربة وكل الهيئات والمنظمات والمؤسسات العامة والخاصة، مسافة تحافظ على البقاء بعيدا عن كل الصراعات الفكرية والسياسية التي قد تتسرب إلى بيتنا الداخلي فتعصف بالأخضر واليابس فيه.

ماذا نقصد بالإبداع؟

إن الإبداع هو دعامة المبادئ الأربعة وقطب رحاها، هو منتهى الطموح القوي الذي يحرك الفرد داخل الجماعة، إنه الفعل المتجدد المستمر الذي لا يستقيم حضوره إلا بامتلاك الفرد المتأهب لركوب صهوته لمفهوم من مفاهيم الانتماء، ولعل الانتماء للوطن في بعده القطري والإقليمي والكوني هو ما نراهن عليه ونحن نراود الإبداع ٍ على نفسه في مجالاته المتعددة.

إن الإبداع حين يرتبط بالحداثة والحرية ويتنفس هواء قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان يستطيع أن يتجلى في أبهى صوره، ويستطيع أن يعانق هموم المجتمع وقضاياه متحررا من كل الخطوط الحمراء التي قد تقيد مجال تحركه ونشاطه. 

ولأن تجمع المدونين المغاربة يعتبر التدوين فعلا إعلاميا موازيا للإعلام التقليدي، فإنه يتمسك بمضمون الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر بتاريخ: 10 دجبنر 1948، ولاسيما المادة التاسعة منه التي بنص على أن "لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأي وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية"

إلا أن هذه الحرية ليست مطلقة فهناك أخلاقيات التدوين التي تحكمها في الأساس أخلاق عامة مثل الصدق والشرف والنزاهة، فضلا عن الكفاءة والقدرة على فهم المتغيرات الحقيقية التي يشهدها العالم، استنادا على احترام الأفكار المطروحة داخل الفضاء التدويني، ليحدث التفاعل والتعايش الفكري في حقل التدوين. والغرض منها في النهاية هو تحسين الأداء التدويني وتوجيهه لصالح القارئ والمجتمع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق